يتعين على الحكومات أن تسارع إلى تنظيم السجائر الإلكترونية
يثير طرح السجائر الإلكترونية في بلدان العالم تحديات جديدة للحكومات ولدعاة حماية الشباب والحد من استخدام التبغ. فاستخدام الشباب للسجائر الإلكترونية يثير مخاوف خطيرة لأن استخدام النيكوتين في أي شكل من الأشكال يُعد غير آمن، ويسبب الإدمان، ويمكن أن يضر نمو الدماغ لدى المراهقين. كذلك يمكن أن تُعرِّض السجائر الإلكترونية الشباب للمواد الكيميائية الضارة والمُسرطِنة.
وبينما قد تكون للسجائر الإلكترونية فوائد للصحة العامة إذا ساعدت المدخنين على التحول بالكامل إلى السجائر الإلكترونية، هناك مخاوف من أن السجائر الإلكترونية قد تخلق جيلًا جديدًا من مستخدمي النيكوتين والتبغ صغار السن. هناك أدلة محدودة على أن السجائر الإلكترونية تساعد الإنسان على الإقلاع عن التدخين، وقد توصّلت بعض الدراسات إلى أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة إلى أن يصبحوا مدخنين.1 كذلك تبين الأدلة الواردة من الولايات المتحدة أن غالبية مستخدمي السجائر الإلكترونية يدخنون أيضًا السجائر التقليدية.1 لذا، هناك خطر أن تؤدي السجائر الإلكترونية إلى إبطاء التقدم الذي حدث على مدى عقود في الحد من استخدام التبغ وإدمان النيكوتين.
قد تخلق السجائر الإلكترونية جيلًا جديدًا من مستخدمي النيكوتين والتبغ الصغار السن، وقد تقوِّض التقدم المُحرْز في الحد من استخدام التبغ وإدمان النيكوتين.
هناك أدلة محدودة على أن السجائر الإلكترونية تساعد الإنسان على الإقلاع عن التدخين،1 وقد توصّلت بعض الدراسات إلى أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة إلى أن يصبحوا مدخنين.1 أضف إلى هذا استخدام تسويق السجائر الإلكترونية ومنتجاتها العديد من الاستراتيجيات نفسها التي تستخدمها صناعة التبغ بفعالية للوصول إلى الأطفال، مثل النكهات الجذابة.
يتعين على الحكومات في مختلف أنحاء العالم أن تتعامل بجدية مع السجائر الإلكترونية، وأن تتحرك بسرعة وتنظمها على النحو اللائق.
في الولايات المتحدة، زاد استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب زيادة هائلة وصفها كبير أطباء الولايات المتحدة وإدارة الغذاء والدواء بالمستويات "الوبائية" – والسبب الرئيسي هو أداة جول (Juul) ومقلدوها. ومع إطلاق كل شركات التبغ الكبرى المتعددة الجنسيات لسجائر إلكترونية خاصة بها أو شراء علامات تجارية راسخة، وبيع العلامات التجارية للسجائر الإلكترونية لمنتجاتها في بلدان جديدة، هناك مخاوف من أن وباء السجائر الإلكترونية بين الشباب في الولايات المتحدة سوف ينتشر قريبًا إلى بلدان أخرى.
ومما يثير القلق أن تسويق السجائر الإلكترونية يستخدم الكثير من الاستراتيجيات نفسها التي تستخدمها صناعة التبغ بفعالية للوصول إلى الأطفال. فمن المعروف منذ فترة طويلة أن منتجات صناعة التبغ المُنكّهة، والتي يشبه مذاقها مذاق الفاكهة والنعناع والحلوى، تجذب الأطفال، والآن هناك سجائر إلكترونية متوفرة بهذه النكهات. كذلك تستخدم شركات التبغ والسجائر الإلكترونية أيضًا التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ــ بما في ذلك استخدام الشخصيات المؤثرة من ذوي الشعبية الهائلة ــ للإعلان عن السجائر الإلكترونية على النحو الذي يروق للأطفال.
يتعين على واضعي السياسات الحكومية والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم أن يأخذوا السجائر الإلكترونية على محمل الجد بسبب آثارها المحتملة على الشباب، وقدرتها على إبطال الأهداف الصحية القومية أو إعاقتها. وتشمل أهداف التنظيم الفعال للسجائر الإلكترونية ما يلي:
- منع استخدام السجائر الإلكترونية من قِبل غير المدخنين، وخاصةً الشباب؛
- تقليل المخاطر الصحية المحتملة على مستخدمي السجائر الإلكترونية وغير المستخدمين لها إلى الحد الأدنى؛
- منع السجائر الإلكترونية من تقويض التقدم المُحرز في الحد من استهلاك التبغ وإدمان النيكوتين
- سياسة الصحة العامة من المصالح التجارية لصناعة التبغ والسجائر الإلكترونية؛
- مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين وتجنب الاستخدام المزدوج.
التنظيم الدولي للسجائر الإلكترونية
هناك ثلاثة نُهُج أساسية متاحة للحكومات التي تعمل على تنظيم السجائر الإلكترونية:
- الحظر التام للسجائر الإلكترونية؛
- تنظيم السجائر الإلكترونية كمنتجات طبية أو علاجية؛
- تنظيم السجائر الإلكترونية طبقًا لتدابير مكافحة التبغ.
لا توجد اتجاهات عالمية واضحة بشأن الكيفية التي تتناول بها البلدان تنظيم السجائر الإلكترونية. فقد فرضت بعض البلدان أو الأقاليم مؤخرًا حظرًا على السجائر الإلكترونية (مثل الهند)، وتنظر بلدان أخرى فرض حظر جديد (بما في ذلك هونج كونج وموريشيوس). كذلك قررت بلدان أخرى كانت قد حظرت السجائر الإلكترونية من قبل السماح بدخولها إلى أسواقها (مثل كندا والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة). وهناك بلدان أخرى لديها مقترحات تشريعية لتنظيم السجائر الإلكترونية في إطار نُظُمها لمكافحة التبغ (منها جنوب أفريقيا).
- هذا وتحظر 24 دولة أو إقليمًا على الأقل جميع مبيعات السجائر الإلكترونية.2 (ترد تفاصيلها في ملفات تعريف البلدان في قاعدة بيانات موقع www.tobaccocontrollaws.org )
- تسمح 7 بلدان على الأقل ببيع السجائر الإلكترونية كمنتجات طبية مرخصة فقط.3 في هذه البلدان، يُعد هذا بمثابة حظر فعلي على المبيعات لأنه ليس هناك حاليًا أي سجائر إلكترونية يجري بيعها حاصلة على ترخيص طبي كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين.
- ينظم 47 بلدًا على الأقل السجائر الإلكترونية في إطار نظام منتجات التبغ.4 هناك اختلافات كبيرة بين هذه البلدان فيما يتعلق بالقيود المفروضة على الاستخدام في الأماكن العامة، والإعلان، والتحذيرات الصحية، وتنظيم المحتوى، والمستويات الضريبية.
- وقد أفادت نصف البلدان كلها تقريبًا بأنها لا تنظم السجائر الإلكترونية بأي شكل من الأشكال.5
المنظمات الدولية
وجد تقرير منظمة الصحة العالمية (WHO) المتعلق بوباء التبغ العالمي لعام 2019، بعد استعراض واسع النطاق، أن "[السجائر الإلكترونية] هي مجموعة متنوعة من المنتجات تحتوي على طائفة واسعة من جرعات النيكوتين، والنكهات، والانبعاثات"، ولكن أن "[السجائر الإلكترونية] ليست غير ضارة ويجب تنظيمها" وأنها "تمثل خطرًا على المستخدمين وغير المستخدمين لها. لا توجد أدلة كافية لقياس هذا الخطر، والآثار طويلة الأجل للتعرض للانبعاثات السامة [للسجائر الإلكترونية] غير معروفة."6
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية:
- السجائر الإلكترونية ليست غير ضارة ويجب تنظيمها؛
- تمثل السجائر الإلكترونية خطرًا على المستخدمين وغير المستخدمين لها؛
- ينبغي على الدول الأعضاء التي لم تحظر السجائر الإلكترونية أن تنظر في تنظيمها بوصفها منتجات ضارة.
ويوصي التقرير "الدول الأعضاء التي لم تحظر [السجائر الإلكترونية] بأن تنظر في تنظيمها بوصفها منتجات ضارة"7 بما في ذلك حظر استخدامها في الأماكن المغلقة، خاصة حيث يحظر التدخين بالفعل، وفرض حظر صريح على الإعلان عنها والترويج لها ورعايتها.
1 الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب. 2018. آثار السجائر الإلكترونية على الصحة العامة. واشنطن العاصمة: المطبعة الأكاديمية الوطنية. متاح عبر: http://nation-alacademies.org/hmd/Reports/2018/public-health-conse-quences-of-e-cigarettes.aspx.
2 الأرجنتين، والبرازيل، وبروناي، وكمبوديا، وإثيوبيا، وجامبيا، والهند، وإيران، ولبنان، وماكاو، وموريشيوس، والمكسيك، وعُمان، وبنما، وقطر، وسنغافورة، وسريلانكا، وسورينام، وسوريا، وتايلاند، وتيمور الشرقية، وتركمانستان، وأوغندا، وأوروجواي.
3 أستراليا وتشيلي وهونج كونج واليابان وماليزيا وتايوان وفنزويلا.
4 الـ28 دولة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وألبانيا وأذربيجان وبيلاروسيا وكندا وكوت ديفوار وجورجيا وغيانا وأيسلندا وإسرائيل ومولدوفا والجبل الأسود ونيوزيلندا والنرويج وجمهورية كوريا والمملكة العربية السعودية وطاجيكستان وتونس والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.
5 FCTC COP8 FCTC/COP/8/10 تقرير عن سير العمل لمنظمة الصحة العالمية عن التطورات التنظيمية والتسويقية المتعلقة بالأنظمة الإلكترونية لإيصال النيكوتين (ENDS) والأنظمة الإلكترونية لإيصال مواد غير النيكوتين (ENNDS). فقرة 25. https://www.who.int/fctc/cop/sessions/cop8/FCTC_COP_8_10-EN.pdf?ua=1
6 تقرير منظمة الصحة العالمية عن وباء التبغ العالمي، 2019. جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2019. ترخيص: CC BY-NC-SA 3.0 IGO.
7 المرجع السابق